رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان

انا متاكد من شيء واحد على الأقل هو ان مفتاح قلبي بيدك وأنه لن يفتح لغيرك واكاد اقول انه يقطن كله لديك ولا يزوروني منه الا صورتك
فقد ولد حبك لديا قدرة خرافية على تصورك وتخيل جميع مايربطنا من أشياء نحب
اعلم انك تعنين لي اكثر مما أعني لك . وانا أرتديكي أعمق مما ارتدي جلدي وانك تجرين مع الدم في اوردتي ومع الهواء الى رئتي
كل الأشياء جولنا تلحظ لهفتي وحيبتي وتعاستي لفقدك وافتقادك
متى ستعودين متي ستقتربين متى ستشعرين اني حقا استحقك وأن مكانك في القلب لايملأ بغيرك
لذا فأنا احبك وأريدك ولاأستطيع تعويضك
أعرف أني مطوق ومحشو بك
يقال أنك لا تكترثين بحبي وأنك حاولت مرارا التخلص مني
لكني كنت دوما ملتصقا ومتمسكا بك
وأن علاقتنا من طرف واحد
وأقول حتي لو كان هذا صحيحا يكفيني ان يعيش في داخلي أمنية لك واملا فيك املا لا يفهمه السطحيون والتافهون ورعايا جمهورية النفاق الاجتماعي .........
حبك مأساتي اللذيذة وجراحاتي العذبة جراحاتي التي تخصني وحدي وتقتلني وتحيني وحدي. يكفيني شرفا أن اخلدك في التاريخ وأن ادخلك في صميم الحياة مثلما أدخلتيني في الموت وأناحي
/ كيف تركتكي تذهبين كيف تركتك ياعمري تمضين كنسائم الخريف الحزين
كيف لم اطبق على هواكي في داخلي
الم ان اعلم اني لن استطيع تعويضك\ الم اكن اعلم اني اكثر من الحياة اريدك
الم اعمل/ او اضع حسابا لعذابات الحنين
ألم أقدر حقا حبك وعصركي الذي مازلت فيه سجين
هل انا قائد مهزوم خانه كل جنوده عندما رأك وانت ترحلين. ام اني ما استطعت ان اتمسك بك
هل شاركت الي حد ما في ضياع حبنا واغتيال حلمنا الجميل
هل لم اقدر أن بعدك لا شيء ودونك لا شيء
وأن غيرك من النساء لايرى وان الحزن في داخلنا لايباع ولا يشترى
كيف غبتي عني كيف انخلعتي بهذه السهولة مني كيف كذبت فيكي حسن ظني

يقولون ان اسعدنا من يستطيع ان يتعايش وينسى من لدية القدرة المطلقة علي التزوير في المشاعر واقتلاع الأماني من الضمير وقتل كل احساس برئ صغير . من لديه القدرة على ارتداء الاقنعة ومسايرة تفاهات وشعارات القبيلة وتقبل مررارة الهزائم الثقيلة
اما انا فسأعلن تعاستي وهزيمتي وخيبتي امام انتصار لا اريده وهزيمة احلي علي قلبي من الانتصارات الفاشلة والشعارات القاتلة
فليس بوسعي ان اطمس النجمة الوحيدة في عمري لمجرد أنك ذهبتي
لن استطيع قتل اصدق مالديا من مشاعر
أو تغيير جمهورية كاملة من الصدق تعيش بداخلي
تريدين تغيري ............ اقتليني اذن لكن أشك حتي أن القتل يغير من شئء فأنا بالفعل بعدك قتيل ولا شئ تري تغير
فهل بمقدوري انتزاع نفسي من نفسي روحي من روحي قلبي من قلبي فانتي نفسي وروحي وقلبي

اعلم انها تحبني الي حد لا تريد به ان تحطم حياتي ولكن من ادراها ان هروبها مني سيفعل وأني من المؤكد بعدها سأقتل
مرات عديده سأقتل .....................
ماذا افعل وحبك فوق ماتسع القلوب
اني مدان بك ومنتصر بكي حتى لوكنت في هواكي مغلوب. اي شيء استطيع التخلص منه الا انتي
اريد لما بيننا ان يبقي طاهرا وجميلا لذا فاني عندما أقابلك لا أجرؤ على ان احاورك
بقدر مااتمنى أن اسمع منك لو كلمة بقدر ما أخاف عليك كلام القبيلة وغدر القبيلة وحواراتها الملفقة وافكارها الثقيلة
.... وعندما أعلم أنك في قاعة مجاورة لي............ افتعل أشياء كثيرة لمجرد أن أراكي\
بالله عليكي أسمعيني منكى حتى السلام عندما تقابليني
طريقة اعيد بها تغذية اذني بسماع صوتك ............... نعم اسمعيني السلام
فالغرباء .. حتى الغرباء بينهم سلام ... وسلام

كتبت هذه الرساله بعد قراءتي لرسائل غسان كنفاني الى غادة السمان